الشوق إلى غلق ابواب النيران

تعال أشوقك.. الشوق للأمان من النار

قال الملك جل جلاله: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا

ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} مريم _آية (71،72)

يذكر أن عبد الله بن رواحة رضي الله عنه كان يومًا رأسه في حجر زوجته

فبكى. فقالت: "ما يبكيك؟" فعلا بكاؤه، فبكت. فلما سكت سكتت.

قال: "ما أبكاك؟". قالت: "بكيت لبكائك. فما أبكاك" قال تذكرت قول الله عز

وجل: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا} فجزم ربنا أن

الكل سيرد، ولم يأتني اليقين في الصدور". يعني المرور أي النجاة.

أنا أريدك أن تتأمل حالة الرجل، فقد بكى وتذكر النار ورأسه في حجر

زوجته! سبحان الله العظيم!

أمَا سألنا الله قبل الآن وقلنا: "يا رب نفهم"؟

(لا أذاقنا الله طعم أنفسنا فيما نشتهي)

هل تتذكرون هذه الجملة أم نسيتموها؟

ماذا أقصد؟

قابلت واحدا في مكة ففسرت له هذه الجملة، فقال لي: "والله أنت

قلتها لكني لم أفهمها".

حسنا؛ لماذا عندما تعذر عليك الفهم لم تقل لي كي أشرح لك من

جديد؟ ..

قل: (لا أذاقنا الله طعم أنفسنا فيما نشتهي) يعني اسأل الله ألا يجعل

شهواتنا شهوات نفس، وإنما شهوات لله. هذا معناها. أي أن تكون حتى

شهوتك في الأكل، في الشرب، في النوم، في الجماع، في الفلوس..

لا لنفسك، لا شهوة نفس، لا حظ نفس، وإنما شهوة لله.

ألم تسمع قوله صلى الله عليه وسلم: {وفي بضع أحدكم صدقة} إذن

الجماع نفسه يجب أن يكون لله.. "حتى اللقمة يضعها في فم زوجته له

بها أجر"..

فكذلك كان رأسه في حجر زوجته لا شهوة نفس، وإنما شهوة لله ليكف

نفسه عن الحرام وليكف زوجته عن الحرام.

الشاهد؛ أنه تذكر أنه سيرد لكنه لم يكن متأكدا أنه سيمر.

كان مشتاقا لأن يمرّ .. ولذلك مرّ سيدنا عبد الله بن رواحة -نحسبه

شهيدًا-



لابد من الشوق لرمضان حيث تغلق أبواب النيران. قال رسول الله صلى

الله عليه وسلم: "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين

ومردة الجن، وغلقت أبواب النيران، فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب

الجنة، فلم يغلق منها باب"

قال إبراهيم التيمي: "ينبغي لمن لم يحزن في الدنيا أن يخاف أن يكون

من أهل النار لأن أهل الجنة قالوا: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ


رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ } فاطر_آية:34 وينبغي لمن لم يشفق في الدنيا أن

يخاف أن لا يكون من أهل الجنة لأنهم قالوا: {إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا

مُشْفِقِينَ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ

هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} الطور_ آية (26:28)

(اللهم نجنا من النار وارزقنا الجنة)



:: الواجب ::



اسمع: أنذرتكم النار..



:: الواجب العملي::


أن تصوم وتستحضر: "من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن

النار سبعين خريفـًا " احتسب هذه النية.


قل: "يا رب؛ أنا سأصوم هذا اليوم، وأبعدْ وجهي عن جهنم سبعين

خريفا، هذا وعد نبيك فحقق لي وعده".